السبت، 2 مارس 2019

طفلة ...🖌محمد رشاد محمود 💻

(طِفلَة)
في فبراير مِن عام 1984 وكُنتُ في الثلاثين مُقيمًا في مأدبا بالأردن ، وحينَ كُنتُ أستَقِلُّ الحافِلَةَ مِن عمَّان إليها ، راحت طِفلَةٌ جَميلَةٌ في نحو الرَّابِعَة تَقِفُ على المقعدِ الأمامي ، فلا تكادُ تَبينُ - لِقِصَرِها - تداعِبُني فتَرفَع رأسها مرَّةً وتَخفِضُه مرَّةً وتميسُ ذاتَ اليَمينِ وذاتَ اليسار وتُخرِجُ لسانَها وتَتَلَمَّظُ بشَفَتَيها وتُرَأرئُ لي بعينَيها الخضراوَين ، فبادَرتُ بنَظمِ هذه الأبيات قبلَ أنْ تَتَفَلَّتَ فورَ نزولي :
رَفرِفي كالشَّـمـسِ لا
بَـــلْ كَضَوءِ القَبَـــسِ
شَدَّ ما يَحلـــو السَّــنا
بَيــــنَ جَهـمِ الغَلَـــسِ
طِفـــلَةً يا قَلــبُ هـــا
كالحَيــــا المُنْبَــجِـسِ
فَوقَ قَعقـاعِ الصَّفــــا
تَحتَ عَينِ السُّــندُسِ
رِقَّــــةُ الأنـــْـداءِ في
فَمِهــــــــا المُقْتَــبَـسِ
واختِــلاجاتُ السَّنـَــا
في دَدَاهــــا المُؤنِسِ
مـــــا أُحَيـــْلاهــا إذا
أخلَـــــــدَتْ لِلْـمَنَــسِ
واستَباحَتْ طفـْـــــرَةً
لِلظِّبــــَـــاءِ الشُّـمَّـسِ
كالفَـــراشاتِ فَـــدَت
لَــمسَـــةَ المُلتَــــمِسِ
أو مُوَيجــاتٍ نَـــزَت
هائِجــــاتِ الهَـــوَسِ
أينَـــــعَ الــوَردُ علَى
خَـــدِّهــا لِليَـــــــبَـسِ
شَعْـــشَعَتٍ صَهبـاءَهُ
وَقـْــــــــــدَةٌ لِلَّـــعَـسِ
وِظِــلالُ الـــدَّوْحِ في
طَــــرفِهـا المُختَلِــسِ
قَد صَبـــا النَّســمُ إلى
شَعـــرِهــا المُرتَـعِسِ
مُسْتـــثَارِ المُهـْـرِ في
ضَبــــْـــحِهِ لِلفَـــرَسِ
وَمُحَيـــَّــاهـــا حِمَــى
خِفَّـــــــةِ المُبْتَــــئِـسِ
يَـــجْثمُ الـرِّجْسُ لَـدَى
طُهـْــــــرِهِ بالبَـلَــــسِ
كُــــلُّ مَــأزومٍ مَــدَى
رَمْقِـــــــهِ لِلسَّــلَــــسِ
رُبَّ جِــرْمٍ يُــزْدَرَى
قَـــــــدرُهُ بالــــشَّوَسِ
فــــــــاقَ في إقلالِــهِ
راسِخـــــاتِ الأسَــسِ
إنَّنــِـي في ظِلِّــــــــها
مُسْتَطـارُ النَّــــــــفَسِ
كُــلَّـــــما زِدتُ رَوًى
مِنْ رَناهــــــا أمتَسي
(محمد رشاد محمود)
...........................................
الدَّدا : اللَّهوُ واللَّعِب .
المَنَسُ : النَّشاط .
اللَّعَس : سوادٌ مُستَحسَنٌ في الشَّفَة ، واللعساء التي في لونها أدنَى سوادٍ مُشَرَّبَةٌ مِن الحُمرَة .
المُرتَعِس : المُرتَعِشُ .
البَلَس : مَنْ لا خَيرَ عِندَهُ .
الشَّوَسُ : النَّظَرُ بِمؤخِر العَينِ تَكَبُّرًا أو تَغَيُّظًا .
الرّنا : إدامَة النَّظَرِ بِسكون الطَّرف .
أمتَسي : أعْطَشُ .محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق