الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

عندما يتساقط الرجال ✏ عبد الكريم الصوفي✅سورية

(  عندما يَتَساقَط الرِجال  )

جَلَسَت تَنظُرُ  لِلخَريف  ...  كَيفَ يَفعَلُ ؟

فِكرُها شارِدُُ  ... وذِهنها بالهُمومِ مُثقَلُ

شَجَرُُ  مِن حَولِها  أغصانَهُ  تَشعُلُ

دَنَوتُ مِنها لِنَفسي أسألُ ؟؟؟ ...

كَيفَ  الجَمالُُ مُترَفُُ ؟ ...  والدُموعُ   تَنزِلُ ؟

بِئساً لَها الأحزان  ... حينَما توغِلُ

سألتها :  كَيفَ يَبكي الجَمال ... ؟

بَل كَيفَ يبكي  على غُصنِهِ البُلبُلُ  ... ؟

قالَت :  لَقَد  تَساقَطَت  أوراقَهُ خَريفُنا

فَوقَ الربوعِ  تُهمَلُ

كَما الرِجالُ تَساقَطَت  ... سُقوطُها مُذهِل

سألتها : كُلٌُ الرِجال  ؟ !!!

قالَت :  نَعَم كُلٌُهُم  ... لَم يَبقَ فيهِم عاقِلُ

سَألتَها :  هَل تَحسَبينَ أنٌَني  من تِلكُمُ القوافِلُ...؟

قالَت  :  لَعَلٌَكَ أنتَ  ...  من بَينِهِم   الأوٌَلُ

قُلتُ في نَفسي :  بِئساً لَها  في الهِجاء ... لا تَخجَلُ

أجَبتها  :  لا تُجمِلي ...   فالعَكسُ مُحتَمَلُ

قَلٌَبَت شَفَةً    ... وأومَأت بِكَفٌِها ... كَأنٌَها لا تَحفَلُ

أجَبتها  :  والنِساء  ؟ ... هَل كُلَهُنٌَ  عُقٌَلُ  ؟

أم  تَرَينَ أنٌَهُنٌَ  قَدَرَا لا يُبدَلُ ؟

قالَت :  لِتَبتَعِد  ...  ما لي أراكَ يا فَتى لا تَرحَلُ ؟

غَيٌَرتُ  مَوجَةَ الحَديث ... لِفِكرِها  أُذَلٌِلُ

أجَبتها : وَيحاً لَهُ  من فارِسٍ  ... على الورودِ  يُثقِلُ

أراهُ مِثلَ ثَعلَبٍ  ... عن  غَدرِهِ لا يَغفَلُ

صَرَخَت :  هَل تَعرِفُ فارِسي ؟

فَجَلَستُ قُربَها  مُستَبشِراً أُهَلٌِلُ

قُلتُ في خاطِري  ... فُتِحَ الحِوار  ... فلِما لا أدخُلُ

يا غادَتي  ... لِما البُكاء  ... عَلَيه وهوَ  لا يَحفَلُ ؟

تَرينَهُ مَع غادَةٍ أخرى ...  لِلشِباكِ يَغزِلُ

قالَت : وأنت ... ؟  هَل تُراكَ مِثلَهُ ؟

أجَبتها : يا غادَتي ... رُبٌَما  أنا كَما النَسيم سُرعان ما يَرحَلُ

قالَت كَما فارِسي ؟ ...  كُلٌُ الرِجال ...  تَساقَطَت  تَعجَلُ

أجَبتها  : أبَداً  ... فَأنا عابِرُُ  ...  لِما أتَمَهٌَلُ ؟

فأسبَلَت لي جَفنَها  ... وأشرَقَت بالجَمالِ تَرفُلُ

فَقُلتُ في خاطِري ... وَيحاً لهُ التَعَجٌُلُ

بقلمي

المحامي  عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق