السبت، 29 أغسطس 2020

أشياؤك _تعذبني بقلم ماجد كاظم علي

أشياؤك—تعذبني
ماجد كاظم علي
أشعارك
أشياؤك الصغرى—بين يدي
هداياك في غرفتي
أنظر اليها
أشم فيها رائحتك
وعطرك الذي عودتني عليه
يوم كنت تنامين في مخدعي
أشياؤك الصغرى بين يدي
أستعيد ملامحها—ملامحك
أمرر أصابعي على شفتيك
أقبل عينيك
أحتضن نهديك وخديك
أمتص منهما العذوبة والنقاء والبقاء
والامتلاء
في أشعارك الأخيرة
الأن أجد حزني
في كلماتك ألوك عذاباتي
وبين أحزاني—وعذاباتي
أدور في حلقة مفرغة
بين بيتي وعملي والشارع
لا أول لها ولا أخر
فوجهك معي—وأنت هناك
فقدانك شئ كبير
لم أكن أتصور حجم مقداره
فيوم كنت أميرة بين يدي
كنت أجد زهو الحياة
يملأ حدائقي
بزهور من حدائق الجنة
ويوم كنت معي
كنت فارس الأرض بلا منازع
ويوم كنت بجانبي
كنت ملكا على أحزاني
وأميرا لأفراحي المستفيضة
بين بعد ورؤيتك
أموت عشرات المرات
أتمزق عشرات المرات
أنصهر---أذبل
مثل وجنات الصبايا
أذا أفتقدت الحنان
أيتها المترعة بالحنان
يامن كنت تملأين حياتي
برواء غريب
وكؤوسي بشراب عجيب
أستشعره يملأ كياني ويفيض
العصافير غادرت حدائقي
بنت لها أعشاشا في حدائق غيري
غريبة أعشاشها عني
بعيدة عني
أشجاري ذبلت أوراقها
وأغصانها أنحنت تلامس الأرض القاحلة
التي أصابها العطش لفقدانها ماء عينيك
عطش من نوع غامض
أستشعره
يدور بي في النهارات
اللاهبة
والمساءات الشاحبة
والليالي الباردة
والحارة على حد سواء
المقمرة والمظلمة
العاصفة والهادئة
الأنيسة والموحشة
عطش من نوع هائل
لم أستطع السيطرة عليه
فلا الماء الذي بقربي
يطفأ عطشي
ولا كنوز الدنيا تعوضني عنك
ولا الوجوه—ولا المجلات
ولا الكتب—الموسيقى
ولا الأحلام
أحلام اليقظة
والمكنام
على حد سواء
لوحتك التي أهديتها لي أمامي
معلقة على الجدار
هل تذكرين يوما؟
أنك قلت لي
لو ان بيتنا هذا البيت
وشلالنا هذا الشلال
وجسرنا مثل هذا الجسر
وبحيرتنا مثل هذه البحيرة
لكنا أسعد حالا
هل تذكرين؟
زورقنا الذي صنعناه بأحلامنا وأما نينا
وهو يسير على ماء اتلبحيرة الهادئ
الهوينا
هل تذكرين ؟
أنا كتبنا أسماءنا على جذوع الأشحار
وأكف الورد—وأجنحة البط
مع خرير المياه
واننا وضعنا أسماءنا على أوراق
دفعناها في قناني زجاجية الى
جهات الدنيا الاربع
هل تذكرين؟
أن هذه الذكريات تقتل كل جزء يتحرك في ذاتي
أن هذه الذكريات تمزقني
لأنني في أخر مرة رأيتك فيها في غرفتي
لم أستطع الصبر
بدون أن أحضنك
أقبل عينيك
امتص لظى ولهيب النار في أعماقي
من شفتيك
لم أستطع الأنتظار
بدون أن أحضنك
أمتص العذوبة التي أفتقدتها
أمتص الدفء الذي أشعرني بالبرد
لأنني أجد فيك حياتي
وعمري الذي أضعته
لانني أجد فيك أحلامي
ومستقبلي الذي أفتقدته
أه أيتها المعبأة بروائح الدنيا
كم اقاسي في بعادك
تدور بي كتبي
ودفاتري
تدور بي الأشياء من حولي
أقلامي
محافظي
شرائطي
محابري
كلها تبكيك بدموع صامتة
مثل لظى الأمطار السوداء
التي تغلف المدينة وقت الحروب الطاحنة
بوشاح كئيب
أحسه يحتويني ألأن من كل ناحية
كل شئ في أعماقي
وحولي ينز ألما
بفقدانك
-----

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق