الأربعاء، 29 يوليو 2020

أفي مدينة نمنم بقلم أبو جبير عوض العلبي

كأني هناك ... " ٤ "
( أفي المدينة نمنم )
في مدينة ما وأنا في إحدى طرقاتها الكثيرة ، ولست في أول الطريق ولابأخره ،
وإذ لفت إننتباهي لوحة كذات حسن وجمال وتقترب مني كلما أطلقت اليها النظر ، وتبتعد حين لا ألقي إليها إهتماما وكذلك كذات قبح تصير .
وقد كتب بها : إما التماشي ومواكبة العصر أو سيظل منىٰ كل من تمنى عالقا في الذهن ومن كل جانب به النمنم قد أحاط !
وقد شد إنتباهي أن الطريق كان إلا من قلة فيه ليس فارغا بل كان مزدحما برغائب سمحة وأمنيات غير مستحيلة .
وهناك بينما لازلت في تفكير عميق لأتجاوز " عقبة التماشي " دون أن يبغضني أحد وأشعر بغربة سلبية كما لا اتخلى عن مبادئ
قيمة بذات كل ذي ضمير .
حتى إذاما ظهر فوج من كل شرائح المجتمع وطبقاته المتباينة ،
#قائلين : " سنغدوا كيفما شاءوا كي نصل إذ سنحلم ونتمنى كل مايناسب عصر المادية ، والعولمة من دون تنكر مامضى من تأريخ أمة ، ذلك أننا قد سأمنا المكوث منتظرين إعادة المجد .
#فقلت : على رسلكم إن العولمة قد ظهرت في كل شيء عجبا ، وماينفع منها كالغيث في أرض قحط يهطل فأنىٰ لايرجوه قوم اولوا عقل في البرية ! وما يضر كأنياب لليث جائع فرائسه كل المتمسكون بالدين واللغة والتاريخ والإنتماء للأرض.
واعلموا ان السآمة تأتي من الخمول مع التقعص بعد عجلة للوصول دون سعي يُراد من تغيير النفوس لذلك.
#فقالوا الذين خافوا التهميش والذين قد ضلوا من الإنبهار فألبسوا للتماشي كل فكر مزخرف الحرية غرورا : بل سنتماشى
#فقلت :
أتماشي أقررتمو موصل للقممِ
أم التمسك بالمبادئ كأضغاث حلمِ !؟
ام الجد قد بات هوس ا وتخلف
بالإنتماء!؟ أم أن الإنبهار من شيم
ومن غلاب المرء للمنى إعتزازه
قد اضحى ملامة بالدين ذي قيم !؟
أم بالمدينة الكفؤ المؤمل نواله
تهميش أذ التهميش إن إليه كَـنَمْنَمِ !؟
بلىٰ في المدينة نمنمُُ اً وبكل مُدنِِ
والعقل في عجالة بالخمول ليحجُمِ
نمنم حتى بكل مما قد صنعـوا
ليحول ان بالفضائل أو إلى السأم ..
ونمنمُُ أقفال العقول لهو وغـ
ـيُُ اً فإن عاثوا كلُُ سيبيت باللوم
وعقل من للفساد مغلق كواحة
وبها العيش أن بهدأة من النعم
ونمنمُُ جهل من يتعلموا لوظائفِِ
لا لوظيفة نشء النصر بالـعلمِ
بالمال تُبنىٰ قصورا وجم لَذّائذ
وإنَّ الهزائم حين ترف عنِ القيمِ
ألا تماشوا فإنَ مبادئي من ثباتِِ
وإنَّ لَمنتهاها بذا لفوزِِ .. أنعمِ
...........................................
#كأني هناك ..
( وفي المدينة نمنم )
_~_~_~_~_~_~_~_
#والنمنم / هو اسم وهمي كان اهل جدة يخوفون به الاطفال اذا لم يعودوا الى البيت في ساعة محددة فاتخذته
كناية عن الخوف اللغير حقيقي واقصد به كل شيء غير سوي وحقيقي واداة ضغط.
انتهى
.............
#بقلم وشعر / الشاعر ابوجبيرعوض العلبي
٨ الاربعاء ليلة ٩ التاسع
من شهر ذي الحجة ١٢ / ١٤٤١ هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق