الجمعة، 30 نوفمبر 2018

أحلام الكرى)
في الأُفْقِ بدرٌ فاقَهُ بدرُ الورى....قد صادني بلحاظِهِ وتبخترا
نارُ الهوى والخلقُ تعلمُ أنها.....تربو على نارِ المواقدِ والقِرى 
سامرتُ فيهِ النجمَ لكنْ لم أجدْ......غيرَ الجراحِ ولم أزلْ مستبشرا 
واستلهمَ القلبُ الخليُّ قصيدَهُ......ممن هوى وفؤادي شوقاً أضمرا 
وكأنَّ دمعَ العينِ لمَّا قد جرى......من ذِكرهِ حاكى السحابَ فأمطرا
وكانَّ ليلَ الصبِّ عندَ مبيتِهِ......شهرٌ ولم أذكرْ شعوراً مُفترى
وإذا رأيتُ الشمسَ عندَ غروبِها.....ينتابني شوقي وأهوى المنظرا
وأنامُ مُهتمَّاً ويملأُ جانبي......شجنٌ ولونُ الغربِ كم قد أثَّرا
وشفاءُ قلبِ الصبِّ نظرةُ من هوى......أو بسمةٌ والثغرُ حاكى الجوهرا
أو كلمةٌ من فيهِ فيها دواؤنا......ألا يعطفنَّ على الأديبِ فيشكُرا
وأنا الأبيُّ مدى الحياةِ بذي الدنا..... أصبحتُ بالأشواقِ منهُ مُسيَّرا
ووقفتُ وجهَ الكونِ وقفةَ ثابتٍ.....مازلتُ أهواهُ ولن أتغيَّرا
*****
سارتْ بنا الأيامُ دونَ تريُّثٍ ......دفعتْ بنا إلى كلِّ ما قد قُدِّرا
ولقد رجعتُ من الزمانِ بغصَّةٍ.....ورأيتُ من أحداثِهِ مالم يُرَا
لا أجحدَنْ نعماءَ ربي كم لهُ.....فضلٌ عليَّ ونعمةٌ بينَ الورى
وليَ المحامدُ والمكارمُ كلُّها.....وعزيمتي كالسيفِ لم تتقهقرا
والسبقُ من شيمي ونفسي حرَّةٌ......ما عشتُ خوَّاراً ولا مُتبخترا
وخوارقُ الهممِ التي أُوليتُها......صارتْ لرأسي في المصائبِ مغفرا
ما ضارني قولُ العذولِ وفعلُهُ......وأنا الهُمامُ ولم أُرَ مُتأخِّرا
عمري كتابٌ فاقرءوه أولي النهى.... إنْ تجهلوه فذا الزمانُ له قرا
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق