الأحد، 18 نوفمبر 2018

سجال المفكرالشاعرالتونسي محمد الريحاني
والأستاذة الأديبة والشاعرة الروائية رندلى منصور
..................
*وإذا القلب استسقى*
........
أوجعني الحنين شوقا،
ولم أطلب الرّقية ......
فلما أسترقى.......؟
فأرجعني بسرعة .....لزهدي
ولمكاني المعتاد .....ولوحدي
سائح الفكر في ركن المقهى
وحمّلني حنيني ......لما تبقّى
لتراكمات أوجاع ....سألقيها
من تحتي.....ومن جنبيّ والفوقى
فاليوم ،الشّروق جديد كلباسي ،
وكأنّه اليوم عيد ،
والشّمال اذ استرخى،فعاد للجنوب ...
فهل يحمد العود المستحقّ؟
وهل قُطع للغرب العنق.....
فتحوّل شوقه البارد .....شرقا
هنا ......وفي المقهى .....
يستيقظ من نومه الضّمير
فلن تدخله الحمير
أخلع عنّي الغفلة......
وعقلي العنيد البليد،
في الشّغب لا ولن يبقى
ألقي بحرف الصّمت.....قصيدي
تحوم حولي ملائكة التّمجيد
يسكرها عرق جهدي
وسيّدهم في بهته غبطة ،
فعلّمناه الغزل ......
فاستراح وقد استلقى
والمارد المنكوب المنكود
قد قطع عنه الممشى.....فسحقا،
ليبقي في ويل خيبته محبوسا في ركنه .....
ألافي كلّ مقهى ركن شيطانيّ
ألا نور حرف الوليّ
سيجعله البائس في غروره.....
وهنا .........نُحدث الفرق
وهو التّعيس الوحيد.....
سيّد الأشقياء الأشقى
فلا تغرّنّك الأماكن....
فالمساجد ....ربّما تهدم
إذا أقامت فيها العقول الخرقى
وإذا بُنيت المقاهي بالتّقوى
يومها القلوب الجافّة.....
ستتذوّق العشق شربا
وربّما يومها بالحقّ
القلب الجائر،من أرباب المقاهي ...
يستسقي هوى الحبّ .....بلا مشقّة
................ريحانيات
..........
*نظرة أخرى*
هي،
زاوية المقهى،
قافها قهوة،
وقلبي وسطها يهوى
كم كان شاردًا،
في تلك الزاوية،
من المقهى...
شهوة لحرف جرفتني
وصورة أيقظتني بصحوة،
في داخلي سكت جنون
ظننته صاحيًا،
لكن لا، لم يكن يقوى
رغم ضجيج الفراغ
في تلك الزاوية من المقهى
لم أعد أسمعني، ضجيج
بل سكنت فيّ النشوة
ترى أضاعتني تفاصيلي
أم هربت الحقيقة من عينيّ
خرجتُ من عينيّ لحظة
فوجدتني خارج اللحظة
وضاق عليّ المقهى
وتحوّل إلى نقطة
فتذكرت أن للنقاط حروفًا
وللحرف رمز عليم
وإذا بنظري بصيرًا
في زاويتي، محرابي
جالسة بغير قعود
فللقعود قاعدة أخرى
سرى في قلبي بصيص
بعدما جفّ الضجيج في ركنه
أدركت أن للقاف طعم قِبلة
طبعها الشوق قُبلة
وإذا بقلبي يشتعل
ودارت في البراح فراشاتي
وتشابكت أجراس بمآذن
ونام الجهل ساكتًا
يحلم بجيل أسود يحييه
وإذا بالألوان تتغيّر
وشهدت ولادة لون
فيه مداد الهوى يهوى
وأضاع الزمان بوصلة
كانت قبل هنيهة دعوى
فسجدتُ عند ملتقى عينيك
واجتمعت في محراب فؤادي أنجم
فولدتُ من رحم أشواقي كوكبًا
تدور من حوله الفرحة
مرحبا من هنا، من زاويتي
بعد ما تبدّدت كلّ الزوايا
وعادت غربتي من غروبها
وأشرقت من شمسك شطآني
فكيف أتساءل عن وطن
وغربة غابت بعد ضياع
مقهى كان يحملني
ميمٌ، مرتع غزلان
وقاف، كأنّه التقوى
هاء، هدية خالقنا
أخرها ثالوث محتكر
لآخر أسماء الشّهوة
هوى، رندلى، مقهى...
كذا هو، هُ، بعد الحمد
أذكرهُ...
فيه، به، قصّة قلب تُروى...
...........رندليات
...............
بقلم الاديب المفكروالشاعرالتونسي
محمد نورالدين المبارك الريحاني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق