الأحد، 18 نوفمبر 2018

** قصيدة ** أوراق الخريف **
كلمات الشاعر \ رفعت خوري
******************************
أوراق الخريف
**************
قد حَفِظ النحسُ تكاويني
يترَّبصُ بيْ ويُعاديني
في كُلِّ خريفٍ يأتيني
بسهامِ الحقدِ ويُرميني
والآنَ أتاني بتشرينِ
يكوي أحشائي ويُبكيني
بسمتُها كانتْ ترضيني
وبريقُ عيونها يُحييني
قُبلتُها كانتْ تُسعِدُني
لمستُها كانتْ تشفيني
فكمِ استيقظتُ على نَغَمٍ
بصباحِ الخيرِ تُناديني
وكم استلقيتُ بأُمسيةٍ
بمساءِ الخيرِ تُوافيني
فأتاني الدهرُ يُقاضيني
وتلاشى الحلمُ بتشرينِ
تركتني في البيدِ شريداً
ونزيفُ فؤادي يُضنيني
لا ماءً كي أروي ظمئي
لاقوتاً كانَ ليكفيني
كانتْ في الليلِ تُوافيني
وتُداعبُ شعري تُسَّليني
كانت إن طاح بيَ أرقي
تأتي لسريري تفنيني
تستلقي تنامُ على كَتِفي
وشهدُ رُضابِها يرويني
إِنْ جاءَ الفجرُ وآلمني
تَشفي أوجاعي وأنيني
بوِصالِها كانتْ تُلهيني
عنْ أهلِ بلادي وحنيني
كانت إيماني ويقيني
أَحيتْ أيامي وسنيني
عَبَرتْ والماضي يُجافيني
بقيتْ في مَهدِ شرايني
ينتفضُ القلبُ لذُكراها
تنتعشُ الروحُ وتحيني
ماكُنتُ لأحيا لولاها
كانتْ يُنبوعاً يُسقيني
قدْ نَصبَ الدهرُ ليَ شَركاً
فغدتْ أتراحى وتِنِّيني
فربيعيَ جاءَ بنيسانٍ
وتوارى بِطَلَّةِ تشرينِ
سئمتُ الليلَ وبهجَتَهُ
وظلامُ الغرفةِ يُؤذيني
وفِراشي تَحَوَّلَ أشواكا
لجِوارِها كانَ يُناديني
فالحبُ على الغبراءِ غدى
كجوادٍ أركبُ يَرميني
وطريقاً مُزهرةً حلوة
كسرابٍ جاءَ ليطويني
نهداً أَحياني وأَسعدني
باتَ جمراً وسكاكينِ
أزهاراً يَحميها شَوكٌ
لمسَتُها باتتْ تُؤذيني
انهارتْ أعصابي ودموعي
ذُكراها باتتْ تَكويني
روحي وَلهانة تُأنِّبني
في القلبِ سهامٌ تُدميني
لو كنتُ حظيتُ بعُشرتها
لركعتُ وصُمتُ لتشرينِ
وَلَأَزهَرَ قلبي بخريفٍ
وَلَعادَ ربيعي يُهَّنيني
فإلى العلياءِ ليَ طَلبٌ
أنْ تأتي الرحمةُ تُسليني
أفتح للحبِ ذراعَّيضيَ
وأقولُ تعالي وضُميني
************************
رفعت خوري
إسبانيا

هناك تعليق واحد:

  1. الف الف الف مبروك التوثيق
    العمدة ***** الشاعر
    سيد الاشول ابو بلال

    ردحذف