الأربعاء، 20 مايو 2020


عبد الحكيم المتعشق
~~لذغة بين أبي~~
أضمرت نفاذ صبري فرسمت من جلدي لوحات لياليا
فما بال ضيم وضيق بالعصيان عنوة سكنا بيا
والزاد والحجاب الصعب بعد الوصال خلانيا
والقطر هامع من الطرف يبكي عميد تلة نائيا
أبي وساعدي الذي أهداه ساعدي لطين منية طواعيا
فالمهدي بالعنقاء يتلوى والمهدى بالنعيم كافيا
والشوق يغالب النبض والدموع غائرة بالجفون سواريا
حييت أبي عبدا متعبدا ولأمانتك حافظا راعيا
وعن الأجر لايخذل البر حاشا عابدا عاهده نهائيا
فماعساي أرثي وأنضم وأبجديتي تجلدني بأحرف تنخر فيا
وأنت الفذ المغوار الحي بهيبته ولو صار الجسد باليا
إن العنبر يسعد كل ناظر ينظره والفضل يجمعه بفانيا
وكيف صوبت المنايا ورمت الزرقة فتوخت أبا غاليا
وكيف انتقت ركيزة خيمة وعشيرة آنست به جبلة تفانيا
فإن طوتك يد المنون أبي .... مكروماتك جاريات سواريا
هجرت أبي ويم صبابتي هائج مامن مناعة له ولا مراسيا
وحيدك أبي تركتني وماأنا تاركك بروحي مكانتك كما هيا
فقربك أبي في البعد أقرب منه شوقا وحنينا في التدانيا
يام ناديتني قرة عيني..أدركت وزنها بعدك دليلها بدا ليا
أبي لاأذكرك ولست انساك فدمعي تجمد بطرفي بردا قاسيا
وكيف لعزيز قومه بغفلة وماضيه فيهم حاضر آنيا
وما يثني حتفا أوشك مراده..إلا رفع أيد نواجيا
وإن لبثك لدارك قطعه حلاحل فلن تنس أبي والآت تلاقيا
بلقع أنيث وجدك أبي وجف ريه ومن أعجف ردا لا تأنيا
أسر على نسف سنبل زهرتك فأحالها صفرة بالأجداث راميا
بشراك أبي في ثوبك بثوابك بخلد وتخليد بفردوس عاليا
فلا يحل محلك خل.. ومتى قاد السمع بعد عين كما هيا
ولو كان لقضاء أبي من مرد لكانت حوبائي فداك وروحي ثانيا
من مرقد الحكيم لقفرتك لانظرة أو قبلة ولا وداعا علي مآسيا
اغتربت أبي بين الأجداث بحفرة وبدارك غريب انا بلياليا
أستحضرك أبي وبطيف منك يحبر رقادي إلى حين مرقدي وندائيا.
==========================
بقلم عبد الحكيم المتعشق
في~20~05~2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق