الأربعاء، 20 مايو 2020

رمضان القدر


رمضان القدر
................
لأنه شَهْرُ الخير، خَـصَّـه الله بليلةِ القدر، التي هي خيرٌ من ألفِ شَهْر، وما أحوجنا إلى اغتِنامِها، في جائحةٍ فرضت علينا الْحَجْر والْحَظْر، بالصلاة، والدعاء، والذِّكر، وما يُثلِجُ الصَّدْر، واليقين بمَنْ له الْخَلْقُ والأمر، والتعاون على البِر والتقوى، فبعد الْـعُـسْـرِ يُـسْـر.
ليلةُ الْقَدْر، فُرْصة، لمَنْ هداه الله، وتوكل على مولاه، وعلم أن ما أصابه لم يكن ليُخطئه، وما أخطأه لم يكن ليُصيبه، واقتدى بسُنَّة حبيبِ الخلق ورسولِ الحَق، وتحرى الصِّدْق، وتحلى بالرِّفْق، فما كان الرِّفقُ في شيء إلا زانَه، وما نُزعَ من شيء إلا شانَه.
ليلةُ السلام، الأمل الأخير، في هذا الشهر، وربما العام، فعودوا إلى رَبِّ الأنام، تُكرَموا وتَنْعَموا بالسَّلام، فالعُمر قصيرٌ وإن طال، وإلى اللهِ المآل، وتيقنوا أنه بين غَـمْضَةِ عَـيْـنٍ وانتِباهتِها، يُبَدِّلُ اللهُ من حالٍ إلى حال، فبادِروا، وصافِحوا، واصْفَحوا، بالسؤال، والوصْل، والاتِّصال.
قدرُنا، عند اللهِ عظيم، وبإمكاننا أن نجعله عند الناسِ كذلك، باللين، والتلطُّف، والتودُّد، فالناسُ معذورون، وفي لُقمةِ عيشِهم مُنهكون، وفي عجلةٍ لا ترحم يدورون، لأن المصروفات أضعافُ الإيرادات، والتأجيل كأنه من الْـمُحرَّمات، والقادِمُ أصعب، وفقاً للمؤشرات...!
ليلةُ الْقَدْرِ نِعْمةٌ كبيرة، من نِعَمِ اللهِ الكثيرة، فلنُخلِص للهِ فيها، ونُسْـلِم الروحَ لباريها، والنفس لمُزكيها، والأمور لِـمُجريها، فاللهُ قادِر، ونحن ضُعفاء، وغني ونحن فُقراء، نسأله عيشَ السُّعداء ومُرافقة الأنبياء، بيقين أن كل مُر سيمُر، وأن اللهَ سَيكْشِفُ ما بنا من ضُر.
................
محمــد عبــد المعــز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق