الاثنين، 4 مايو 2020

خر الكلام ..." الحياة قرار وإختيار " ♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى


آخر الكلام ..." الحياة قرار وإختيار "
   ا.د/ محمد موسى
==============================================
في حياة كل منا لحظات يصبح فيها القرار هو ضرورة لاستمرار سيناريو حياته ، أرسلت لي تقول بقى على أجازة الوضع التي منحني القانون إياها أسابيع قليلة وتنتهي ، وعليه َبعدها ستكون العودة للعمل والظروف كما يعرفها الجميع ، فالخروج وركوب المواصلات قد يعرض الإنسان للعدوى بفيروس الكورونا ، خصوصاً وأنا قد وضعت أخيراً وإبني يأكل مني " يرضع" ، مما يقلل مناعتي وأنا حاولت الحصول على مد للأجازة ولكن بدون فائدة ، فماذا أفعل وليس عندي من يرعى وليدي في غيابي ، قلت لها سيدتي يجب أن نعلم ونتعلم أن الحياة رحلة وأثناء هذه الحياة نتعرض لمواقف لابد عندها أن نأخذ فيها قرار ، أي أن الحياة هي إختيار لقرار لذلك يجب التفكير جدياً في ما هو دوري وما هو إختياري في هذه الحياة ، فالقرار يصبح هو إختيار أنا المسئول عنه ومستعدة لدفع ثمن إختياري لقراري ، وسأقص عليكِ مواقف تعرضت لها أنا وعندها كان لابد من قرار ، فعندما تزوجت كان القصد أن أُكون أسرة وأربي أبناء ليكونوا علامة في تاريخ حياتي ، وهذا كان الهدف لذلك كان لابد من أن أأخذ هذا القرار ، فقلت للسيدة زوجتي وقد كان عملها على بعد خطوات من بيتنا في روكسي في مصر الجديده ، عندما يأذن لنا الله بالحمل سوف تتركي عملك وتبقي في البيت ، ووافقت وحملت في إبني الأول وبعده بأقل من سنه حملت بإبني الثاني فظلت في البيت 6 سنوات ، حتى دخل الأولاد المدرسة وقالت لي أنها تشعر بالوحدة ساعات طويلة حتى يأتيا إلى البيت من المدرسة ثم تأتي أنت من عملك ، هنا أخذنا قرار أن تعود لعملها خصوصاً كان النزول للعمل بعد نزول الأولاد والرجوع منه قبل رجوع الاولاد ، المهم عندما أخذنا قرار تركها للعمل لم ننظر للدخل المادي ولكننا كنا ننظر للهدف الذي من أجله قد تزوجت أنا ، وذات الحال تكرر عندما عرض عليَ البقاء في أمريكا بعد دراسة الدكتوراه ، كان قراري الرفض علماً بأن كثيرين قد يروا غير هذا ، لإن الهدف كان تربية وإعداد جيل من بعدي ، ورفضت أن أأتي بهم هنا في أمريكا ، أي أني رفضت أن أنزع شجرة من بيئتها لكي أزرعها في بيئة أخرى ، وحتى الأن لم أندم بل لو عرض عليَ اليوم ذات العرض لكان قراري ذات القرار ، وهكذا الحياة قرار وإختيار ويصبح الحل عندىِ هو إجابة على سؤال ، هل العمل والدخل المادي الأن وفي هذه الظروف المعيشة الصعبة هو الأهم أم راعية المولود هو الأهم ، سيدتي القرار عندك ، ولا يستطيع أحد أن يقنعك بغير ما يناسب ظروفك ، فلا تشغلي عقلك إلا بما يهمك.
==============================================
   ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق