الخميس، 20 ديسمبر 2018

سوريا وميلادها الجريح رفعت خوري

سوريا ـ وميلادُها الجريح
روعةالأمس ونكبة الحاضر

أتى الميلادُ أماهُ
هوَ الميلادُ يُبكيني

هيَ الذُكرى تُأَرقني ِ
عبيىرُ الماضي يحيني

أَقُصُ حَكايا أيام
غدت حُلُماً لتكويني

جمالُ الليلةِ الحلوة
وبسمتُكِ تُواسيني

هي الآمالُ قد عبرت
فليتَ الذكرى تكفيني

إلى عليائهِ رحتِ
وحيداً قد تركتيني

غدا العيد ليَ جمرة
وحرقة مذ هجرتيني

فلا الحلوى لها طعمٌ
ولا الميلادُ يَعنيني

أراكِ في زوايا البيتْ
بعينيك تداريني

أراكَ أبي تُأَنبني
وحضنُ الجدةْ يحميني

وفي أعماقِ مطبَخِنا
هيَ أمي تُناديني

إلى الحانوتِ ياولدي
بأغراضٍ ووافيني

بملحٍ , سُكَرٍ أبيضْ
ونُعناعٍ طرابينِ

وإِلا لاعشاءَ لنا
ولا حلوى ولا تينِ

أرى قُطي ومِدفأتي
ووهجُ النارِ يُدْفيني

وفوقَ النارِ إبريقٌ
لشايته يُناديني

وذُكرى نساءِ حارتنا
إلى المزياعِ تبغيني

دُموعٌ حسرةٌ كبرى
صُراخٌ ثمَّ تأبينِ

على درامامُسلسلةٍ
وكم أَ بكتْ ملاينِ

تلاشى عُطرُ أيامٍ
هيَ الأحداثُ تكويني

فمنْ أرضِ الحجازِ أتت
طوابيرٌ من الأنجاسِ ترميني

ذئابٌ من صقاعِ الأرضْ
تقتلني تُدَمِرُني وتُدميني

وباسمِ اللهِ وافتنا
خنازيرٌ بلا شرفٍ ولادينِ

إمامٌ جاءَ بالفتوى
لينحَرَني ويفنيني

أنا العذراءُ في دَجَلٍ
يتاجرُ بي ويسبيني

وباسمِ العدلِ جاءَ الغربُ
يَحصُدُني بسكينِ

لماذا وكيف ياأمي
لأرضِ الشامِ جبتيني

أنا ماذنبي ياأمي
بأرض الزُعرِ سبتيني

وعدتيني بسلوانٍ
وأفراحٍ ستُغريني

دمائي تَروي مِحفظتي
هيَ الآلامُ تُضنيني

فأرضُ الفادي محرقةٌ
وبالسلمِ وعدتيني

ومهدي باتِ مصيدةً
ولا مأوى يُداريني

ومدرستي غدت فخاً
ومِقصلةً تناديني

وليسَ لَديَ مازوتٌ
ولا حطبٌ ليُدفيني

وطفلُ مغارتي يبكي
وبرداناً يواسيني

وقد أهداني سترتَه
منَ البردِ يُداريني

أنا عطشانُ ياأمي
وخاويةٌ مَصاريني

هي الآلامُ تكويني
جراحاتي ملايينِ

وباتتْ بدلةُ عيدي
كحلمٍ ليتَ يأتيني

وأطفالٌ بلا ذنبٍ
أحالوها قرابينِ

ذئابُ الموتِ أشباحٌ
منَ الصحراءِ تأتيني

شياطينٌ مُلَّثمةٌ
وقطعانٌ تقاضيني

وبابا نويلُ ياأمي
تجاهلني ويقصيني

لطفل الغربِ ألعاباً
لي الصاروخُ يرميني

فأينَ العدلُ ياربي
تعالَ يسوعُ واحميني

رفعت خوري
إسبانيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق