نار الجَوى !
...
بانَ الحَبيبُ فأغرى جَمْرَ أشـواقـي
وحَـرَّقَ السُّهْـدُ جَفنـي أيَّ تَحـراقِ
وبِتُّ فـي وَلـَهٍ مُـرٍّ أكـابِـدُهُ
وفـاضَ دمعيَ مِـنْ حُـزْنٍ وإشفـاقِ
يلفّني الصَّمـْتُ والأشبـاحُ واجمـةٌ
حتّـى كأنّـيَ مِنـها رَهْـنُ أطـواقِ
وإن سَرَى طَيـفُ مَحبوبي فأرَّقَنـي
ألقى مِـنَ الوَجـْدِ مـا لم يَلقـَهُ لاقِ
أشكـو إلى الله داءً ليسَ يَبـرَحُني
أشقى الطّبيبَ وأعيـا رُقيةَ الرّاقي
يَمضي نهاري وحَرُّ الوَجْدِ في كبدي
ويَنقَضي اللَّيـلُ في هـَمٍّ وإِطراقِ
والعقـلُ في خَبَلٍ إنْ عَـنَّ ذِكْـرُهُمُ
وقد سَقاني بكأسِ اللَّوعةِ السّـاقي
ورُبَّ نارِ جَوىً قـد هـاجَ جُذْوتَـهـا
مِـدرارُ هَطْلٍ علـى الخَدَّينِ رَقـراقِ
وكـلُّ نارٍ سـِواها راحَ يُطفِئهـا
رَشاشُ مـاءٍ وَنِيٍّ غَيـرِ مُـهـراقِ !
يا قَلبُ صَبـراً عسى تَدنو مَوَدّتُهُمْ
بفضلِ رَبٍّ عَظيـمِ الجُـودِ رَزّاقِ !
إنِّـي أحبُّهُمُ بانُـوا أَوِ اقتَـرَبُـوا
ولا أزالُ علـى عَهْـدٍ ومِيثـاقِ
أحمد الناصر